رصاصة القضيبية
ماذا لو كان المقتول أمام فندق البستان بالقضيبية أمريكياً، كيف ستكون ردة الفعل الرسمية على الحدث؟
هذا اول سؤال دار في خلدي بعد ان انتشر خبر الرصاصة التي استقرت في دماغ الشاخوري الذي قتل غدراً بالقضيبية وسارت الاشاعات بان القاتل قد يكون امريكياً، لكثرة ترددهم على الفندق الذي يعمل فيه القتيل.
وفيما كانت الذاكرة تعيد بنا الى نحو خمس سنوات عندما سقط محمد جمعة الشاخوري في (البراحة) المقابلة الى السفارة الامريكية برصاصة في الدماغ أيضاً، من قوات الشرطة البحرينية، يسقط شهيد آخر من نفس المنطقة، بل من نفس عائلة الشهيد الاول، ليجعل من الشاخورة تسبح بالدم مرتين.
وعندما نطالب بمعرفة الحقيقة لا لشيء بل لأنه يجب ان يعرف الجميع ان دم البحرينين ليس كما يتصوره البعض انه لا قيمة له، وبالتالي يمكن ان يستخدم ضده السلاح، تارة بالمسيل الدموع المنتهية صلاحيته،أو بالرصاص المطاطي، ولكن الادهى هذه المرة ان الرصاصة كانت كاتمة للصوت من مصدر مجهول، وللأسف فإن وزارة الداخلية القوية جداً لم تكشف عن هذا الارهاب مسبقاً، ولكنها تنبهت الى المعسكر الارهابي الذي قاده (خميسوه) في منطقة بني جمرة، ولو لم تكشف الداخلية عن (خميسوه) لساخت الارض ومن عليها من الجرائم التي سينفذها.
لن نتدخل في شؤون وزارة الداخلية واجراءاتها في التحقيق بشأن هذا الشاب المغدور الذي راح يذهب عن زيادة في دخله، لكي لا يخرج علينا وزير هنا او هناك، ليقول ان البحرينين لا يريدون ان يعملوا وهم متكبرين على العمل، وغيرها من التوصيفات، لو كان هناك عدل وانصاف لما ذهب عباس الى ان يعمل حارس امن في ملهى ليلي، والسؤال لماذا لم يعمل عباس في قوة الدفاع او في حراسات الشرطة.
الامر الاخر، على افتراض ان الداخلية كشفت الجاني، وكان هذا الجاني من افراد الأسطول الخامس في البحرين، هل ستتم محاكمته؟ او هل سيوجه اللوم الى قائد هذا الاسطول، كيف يسمح لجندي خارج منطقة التسهيلات العسكرية ان يخرج ليستمتع بأوقاته في ملهى لا يرجع منه إلا وهو ثمل للغاية، وهو يحمل سلاحاً في جيبه.
قضية الشاخوري ستجعل الكثير من المؤسسات على المحك، أبرزها وزارة الداخلية والقضاء.
وأود هنا أن أذكر ان حادثة اطلاق النار هي الرابعة، آخرها كان مقتل الشاب مهدي عبدالرحمن ابن المحرق. |