صور لا يُعوّل عليها بركة حمارة السيد!!
حسين المحروس
"يخرج خفيفاً ويعود مثقلاً بالصور. يسألونه عن الشخوص فيها، فيقول: صور."
البحرين بلد الملفات الساخنة والباردة أيضا! ملفات تُفتح وتنغلق لا تنتج شيئاً، لا تنتج جدلاً يؤسس لشيء، ولا يمحي شيئاً، ولا يثبت شيئاً ولا هو بينهما. ملفات تنتج أبطالاً من ورق لم يكن في حسبانهم أنهم سيكونون أبطالاً.. أبطال الغفلة يا حبّة عيني. يعني حتى "حمارة السيد" عندما كانت تهيج في حيّ النعيم، وتصاب بحالة تمردّ لفرط حساسيتها، وتخرج عن طور الحمير كلها، ويمكنني أن أقول "كلهم" أيضا!.. وتنطلق في الأزقة والشوارع ولا تهتم بما يكون أمامها وبمَنْ يكون: طفل، امرأة عجوز، رجل دين، شخصية بارزة، رجل صالح، إنسان قومي، شيوعي، تاجر، مثقف، جدار حوزة، سيارة جديدة، .. لا تكترث بأيٍّ منهم. هذا الهيجان المبرر "لحمارة السيد" كان ينتج شيئاً مهما كان .. كان ينتج حكايات على الأقل لا ينساها أهل الحيّ.
ملف عرض "مجنون ليلى" الذي أثاره شيوخ البرلمان لم ينتج شيئا في البحرين حتى الآن غير أبطال الغفلة. لم ينتج جدلاً، ولا مصطلحات جديدة، ولا أسئلة جديدة، ولا صدمات جديدة، ولا مرارات جديدة وحتى ما قيل أنّه كشف شخوص ممثلي الشعب لم يكن صحيحاً.
ظننتُ – لعن الله الظن إذا لم يُؤسس لشيء- أنّ الملف سيهيج جدلاً حول الصورة الفوتوغرافية حول اعتبارها دليلاً لكن ذلك لم يحدث. فقد رفع ممثلو الشعب الصور الفوتوغرافية -حتى بان بياض إبط بعضهم- التي حوّلت مشاهد العرض الراقص السريعة إلى مشاهد متوقفة جامدة مستطيلة توحي أنّها كانت طويلة بهذا القدر من الاستطالة. لم يحدث ذلك الزمن الطويل وكان الناس في حي النعيم يدركون أن هيجان "حمارة السيد" لا يستمر غير دقائق!.. إذن لم يحدث ذلك ولم يدع حتى إلى حلقات نقاش حول "الصورة الفوتوغرافية الدليل".
ظننتُ –والظنون فنون- أنّ جدلاً لغوياً سوف يحدث حول كلمة (sensual) وكلمة (sexual) في الانجليزية ..ههههه .. ندري أنهما انجليزيتان!! وأن ما حدث في العرض ينتمي إلى الحسيّ (sensual) لا إلى السكسي (sexual)... لكن ذلك لم يحدث إلا بين الأختين: فاطمة وسميرة ولم يتعداهما إلاّ إليّ.
ملف "مجنون ليلى" الساخن، الملف البارد أيضاً أنتج مواد صحفية وملفات وأعمدة كثيرة، وتوقيعات وبيانات كان أكثرها لا يُعوّل عليه.. سُمّي الملف "بالسابقة الخطيرة" لكنّ شيئاً لم ينتج عن هذه السابقة حتى الآن غير صناعة الأبطال، وعلاقة سيئة جداً بين ممثلي الشعب والصحافيين الذين اعتمدوا على بعضهم في تجميل القبيح أيام الانتخابات.
في حيّ النعيم مجموعة شباب من اتجاهات مختلفة، وأمكنة مختلفة أيضا يلتقون منذ أكثر من 20 عاماً في مكان طالما مرّت جواره "حمارة السيد". يضعون صوراً فوتوغرافية ويقرؤونها ويستمتعون. كانت قراءتهم السريعة لملف"مجنون ليلى" يوم الخميس الماضي تتعدى قدرات ممثلي الشعب وشيوخ البرلمان. أظنّ ذلك.. أيّ ملف لا تمرّ "حمارة السيد" جواره لا يُعوّل عليه!! |