علماء النعيم ..... عودٌ على بدء
علماء البحرين ورسم معالم المستقبل:
دون أن نبخس حق الآخرين ممن كانت لهم الجهود الكبيرة ولا زالت في نشر معارف الدين والانطلاق لتحقيق ذلك من خلال التقنيات الإعلامية الحديثة، إلا أن لوجوداتنا العلمائية في البحرين مساهمات جليلة ينبغي أن نشيد بها وعلى مستويات كثيرة، سواء من خلال الحوزات العلمية العامرة أو من خلال التأليف والكتابة أو من خلال العمل الديني التبليغي ومن خلال المشاريع الكبيرة والتي يشهد لها العالم، وهذا ما لا ينبغي أن يحجب ضوؤه مسألة قصور في مجال معين لا نشك في أنه متدارك وآتٍ في القريب إنشاء الله، وما مشروع المجلس الإسلامي العلمائي إلا خطوة كبيرة في هذا المجال، نشاهد نتائجها وثمارها في واقعنا ونأمل ومن خلال الدعم الكبير من قبل كل كفاءاتنا وساحتنا أن ينطلق هذا المشروع ليقوم بدوره الكبير في خدمة دين الله وليكون المحتضن لكل طاقات الأمة وفعالياتها، وصياغة مستقبل مزهر إنشاء الله وعلى كل المستويات الثقافية والاجتماعية والسياسية.
علماء النعيم التاريخ المشرق:
علماء النعيم يمثلون جزءا من النسيج الحي لعلماء البحرين، وانطلقوا ومنذ زمن بعيد لأداء دورهم الإلهي الكبير والقيام بالمسؤوليات الشرعية المهمة المناطة بهم، وقدموا وخدموا وأعطوا لا رغبة في جاه ولا منصب ولا مال ولا اعتبار دنيوي، وإنما كان هدفهم الوصول إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى وخدمة أبناء الأمة، فقدموا الكثير انطلاقا من الشيخ عبد الله المصلي والسيد علي كمال الدين الغريفي وسماحة العلامة السيد علوي الغريفي حفظه الله والعلامة السيد هاشم الطويل والشهيد السيد احمد الغريفي والعلامة السيد عبد الله الغريفي حفظه الله، والمرحوم الشيخ أحمد مال الله، وغيرهم الكثير، وآمن أبناء المنطقة بهم، وعرفوا دورهم وجهودهم، ولا يزال الرعيل من علماء المنطقة يمارس دوره ووظائفه الدينية انطلاقا من تكليفه الشرعي الملقى على عاتقه، وخدمة لأبناء المنطقة...
وما تأسيس مجلس طلاب العلوم الدينية بمنطقة النعيم قبل أكثر من ( 4 ) أعوام إلا خطوة مهمة من خطوات الانطلاق بالعمل الديني وفق منهجيات واضحة ورؤى دقيقة واستراتيجيات محددة.
ورغم الكثير من العقبات في هذا الطريق والأخطاء ( التي نسلّم بها ) والمشاكل إلا أن هذا الوجود المبارك لا زال حيا ويؤدي دوره، وإن كان لا يزال دون المستوى المطلوب، لكنه في سعي جادٍ للوصول إلى ذلك الهدف، وما الانتخابات الأخيرة للدورة الثالثة لمجلس إدارة مجلس طلاب العلوم الدينية في المنطقة ( والتي جرت قبل فترة ) إلا تعبيرا جليا عن ذلك النهج المدروس والسديد، من خلال انضمام ثلة من طلبة العلوم الدينية الشباب إلى مجلس الإدارة ليعطيه روحا وحيوية متجددة أو بانضمام بعض أهل الخبرة من علمائنا مثل سماحة الشيخ مجيد الأدرج الذي مثلت مشاركته تعبيرا حيا عن خط المجلس المنفتح ومنهجه السليم في التعاطي مع كل فئات المجتمع وأبناء المنطقة..
الدور السلبي المزعوم لعلماء النعيم:
ولكن يبدو ( وكما هي العادة ) أن علماء منطقة النعيم أصبحوا كبش الفداء لكل إخفاقات الواقع، وأصبحوا يمثلون اللقمة السائغة لكل من هب ودب في كل شاردة وواردة، بل أصبحوا محلا لإسقاط كل فشل الآخرين، بل أصبحوا جاهزين لاستقبال كل فشل من أية جهة ليتحملوه، وإذا لم تجد لك موضعا لتلقي عليه بلومك، فعلماء المنطقة مستعدون وبكل صدر رحب لاستقبال حالات الفشل وتحملها، وإذا انعدمت حالات الفشل من الواقع، فلا بأس باختراع عناوين فشل ليتحملوها، بل أصبحنا لا نتصور أن يأتي يوم لا يكون فيه لعلماء المنطقة موقف مع الفشل والمؤامرة، وسطّر ما شئت من عناوين، وحينما ترفع كل حجر عثرة من الطريق فستجد مكتوبا تحته مجلس طلبة العلوم الدينية بمنطقة النعيم..
هكذا يحلو للبعض أن يصور القضية، وهكذا يريد البعض أن يتجاوز عن أخطائه ليحملها الآخرين، وهكذا نصل حينما نريد أن نعالج مشاكلنا فلا بد من طرفٍ يكون شماعة نعلق عليها أخطاءنا..
ولا يضير علماء المنطقة ذلك بل لا بد أن يتحملوا ذلك بصدر رحب، بل عليهم أن يكونوا الأرحب صدراً والأكثر تحملاً والأوسع تقبلاً، لأن ذلك هو مقتضى وظيفتهم الشرعية، ولكن ذلك لا يعني أن يكون الباب مفتوحا على مصراعيه، ككرة نتقاذفها كما نشاء يسرة ويمنة، وتقدم مؤسساتنا الإعلامية المجال لتغطية ذلك إعلامياً، وتكيل حينئذ بمكيالين، فلا تقبل تعريضا بشخص أو إساءة له لكنها تفتح الباب لكل أنواع الحديث الغير اللائق بحق علماء المنطقة أو مؤسساتها الدينية وهم من لهم ( كما لغيرهم ) من الجهة الاعتبارية الشيئ الكبير.
أؤكد لن يضيق صدرنا ولن ننساق إلى منازلات وهمية نعلم جيدا أننا أحوج ما نكون اليوم إلى تجاوزها رغبة في تحقيق حالة العيش الكريم المستقر والعمل في خط رسمته السماء نؤمن به جميعا ولا تهوى أفئدتنا غيره، وقد نختلف وقد يكون الاختلاف كبيرا في بعض الأحيان، لكن القاسم المشترك أكبر، والروح المتقاربة تبقى أمتن، والمنطقة بحاجة إلى جهود أبنائها كافة، والأرض لا تضيق بأبنائها، وكلنا يترع من كأس واحدة، يستذوق طعمها، ونستنشق عبير واحة تجمعنا في رحاب أهل البيت (عليهم السلام)، وحينما نفكر بهذا المنطق وحينما تتشرب نفوسنا هذه المعاني، تتصاغر الخلاقات وتتقزم التنوعات، ويكون الطريق مفتوحا للتلاقي والتفاهم والتعاون والانسجام...
السيد محسن الغريفي 28 صفر 1428هـ 18 / 3 / 2007م
|