أيها الأحبة .. اشتقت لكم اشتياق يعقوب ليوسف (عليه السلام) ..
بهذه الكلمات اختزل الجمري الراحل مشاعر الحب في قلوب محبيه في أول لقاء جمعه معهم بعد الإفراج عنه ..
أبكت هذه الكلمات الأعين وهيّجت المشاعر لما كان لها من صدىً عميقٍ يعرفه جيداً من أحس بدفئ صدق تلك الكلمات حين خرجت ..
وبذات هذه الجملة ودّعت قلوب المحبين محبوبهم من عالم الدنيا لحين اللقاء في عالم الآخرة..
ودّعوه ولسان حالهم يعاهده على المضي قدماً في الخط الذي ابتدأه لهم …
ودّعوه وعقولهم قبل قلوبهم تبكيه وتبكي الجروح التي بقيت آثاراها معلنة استمرار الجهاد المقدس في سبيل استرجاع الحق المغصوب ..
بكاه أعداؤه قبل محبيه.. فمن كان مثل الشيخ الجمري في خُلُقه ومبادئه وصلابته، يحق للقاصي قبل الداني أن يعرفه أو يستشعر روحه في قلوب محبيه على أقل تقدير .. فمن مثله حمل الإخلاص والتفاني في نصرة قضية شعبه في كفيه، مقدماً إياهما على روحه التي بين جنبيه ..
أنطلق يصدح بألحان الحرية في وجه الطغاة لم تلومنّه في الله لومة لائم ..
ومضى في موكبٍ مهولٍ ودعه إلى حضرة عزيزٍ مقتدر ..
ودّعه في موكبٍ لم تشهد البحرين مثيلاً له ..
في موكبٍ صرّح بصمتٍ عن فيض المشاعر المكنونة له في قلوب أهالي البحرين الشرفاء .. فمجّد آخر لحظة له في دار الفناء كما لم يُمجَّد قبله أحدٌ في هذه الدار ..
ومهما كتبت المشاعر من حروف فإنها ستبقى عاجزة عن ذكر قليلٍ من بحر ذلك العظيم ..
جمرينا الراحل .. مهما أبعدك الموت عنا فإننا سنبقى نشتاقك اشتياق يعقوب ليوسف ..
المسيرات العزائية إبتدأت من بعد الظهر من مدينة المنامة لتجتمع مع المسيرات الأخرى من النعيم والسنابس وغيرها حتى وقت التشييع بعد صلاة المغرب
|