قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالات الأستاذ حسين المحروس
 
نزعة كاميرا
حسين المحروس - 2006/10/12 - [الزيارات : 6051]

نزعة كاميرا


أن تكون على وشك الضغط على زر الكاميرا ثمّ تقرر فجأة عدم فعل ذلك لأن الذي أوشكت على تصويره في أحد بساتين شارع البديع فلاح أجير أسيويّ؟ هل امتنعت كامرتك من تصوير ثلاثة بحارة آسيوين يخيطون شباك الصيد عند ساحل "الزلاق"؟  هل كنت تفضل أن يكون من أبناء بلدك؟ هل كان لكاميرتك فضل تنبيهك إلى أن ظهور تراب ذلك البستان في الصورة لا يشير إلى بلدك؟ وأن ذلك البحر يشبه أيّ بحر؟ وأن معالم الصورة في الوجوه؟ ومعالم هوية صورتك الفوتوغرافية معرضة للشك الجغرافي من قبل الناظر فيها. لم يكترث الناظر بالتراب، ولا بالأشجار، ولا بماء البحر بقدر اهتمامه بحضور الوجه؟ إذا حدث لك كل ذلك، ورحت تتفق مع رجل يبلس ملابس فلاح بحريني، وآخر يأتزر بإزار بحار جدير لتعيد لصورتك هويتها، ولتنهي احتمالات الشك في مكان الصورة، والشك فيه؟ إذا فعلت ذلك فعلاً فكاميرتك مليئة بنزعة هوية.

ماذا أنت فاعل إذا لم يتيسّر لك تغيير وجوه الصورة؟ وتغيير شخوصها المأجورين؟ هل ستلجأ للتصوير القريب جداً (close up)؟ يعني.. ستحصر صورتك في تفاصيل قليلة كأن تظهر يديي الفلاح الأجير منغمسة في طين البستان؟ ثمّ دخلتك جراءة إضافة تعليق جوارها للناظر "أياد بحرينية" أو " أيادٍ من بلدي" أو "أياد بيضاء"؟ فجعلت صورك كَثْرَةً بالكلام؟ إذا فعلت ذلك بقصد كل ذلك فصورك جثث بلا رؤوس، وكامرتك تشبه مقصلة هوية!

سألت أحد مستأجري  البساتين: هل صورت الفلاحين غير البحرينيين في بستان أبيك يوماً بكاميرتك وهم يشتغلون، يفلحون الأرض، يخرفون النخل؟ فقال: "لا.. كنت أحضر أبي وأصوره وهو يعمل.. وهو يخرف النخل"..

صور البوسترات السياحية، والبطاقات البريدية السياحية جاء أكثرها من هذه النزعة حتى أنّ بعضها صار مضحكاً: شاب غرّ بلباس فلاح بحريني.. الملابس نظيفة جداً. طرّة الشاب مسّرحة أسفل القحفية الجديدة أيضاً! بدا لين الشاب لا يتناسب مع قسوة العمل في البساتين! لا أعرف لماذا كان يحمل معولاً وهو يبتسم للكاميرا؟! لابد أنّه كان يوماً شاقاً عليه!

المهن كثيرة. الأيادي كثيرة. الصور المقطوعة أيضا كثيرة، ونزعة الكاميرا بيت الكثرة.

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م