ماذا تعرف عن زينب(ع)؟
قال الإمام زين العابدين(ع) في عمته زينب (ع) أنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهمة.
هذه الكلمة من الإمام زين العابدين(ع) رسم بها عظمة السيدة زينب(ع)،
وفي هذه الأيام والعالم يعيش في رحاب ولادة الصغرى زينب(ع) أحاول أن أتناول معكم أيها الأحبة ثلاثة أبعاد لكلمة الإمام في حق السيدة زينب(ع).
البعد الأول : بعد الثقة والاطمئنان. البعد الثاني: بعد العلم والفضيلة. البعد الثالث: البعد القيادي.
البعد الأول: وذلك يلمس من قول الإمام (أنت بحمد الله) يعني ان شخصيتك موضع اطمئنان فلا خوف عليك مما سيلم بك من الرزايا والمحن.
وبالفعل أثبتت السيدة الحوراء أنها مصداق عظيم لهذه الثقة المعصومة، ومواقفها خير شاهد على ذلك، وسأذكر لكم أيها الأحبة ثلاثة من هذه الشواهد:
الشاهد الأول : ان السيدة زينب انيط بها مسؤولية كبرى وهي تحمل أعباء ثورة الحسين (ع) وتمثيل خط الأنبياء فلو أخفقت زينب في ذلك لذهبت كل جهود الأنبياء . لان إخفاقها إخفاق لنهضةالحسين وإخفاق الحسين إخفاق للأنبياءلا قدر الله.
وبالفعل قامت السيدة زينب(ع) خير قيام في الحفاظ على خط الأنبياء في كل مسيرتها، وبها كمل خط الثورة ،وكما قيل(اذا كان الدين الإسلامي محمدي الوجود حسيني البقاء فان الثورة الحسينية حسينية الوجود زينبية البقاء (ولعل هذا سر كلمة الإمام زين العابدين (ع) أنت بحمدالله)
الشاهد الثاني : تسليمها المطلق لأمر الله، وذلك يعرف من كلام الإمام الحسين(ع) عند خروجه من المدينة (شاء الله أن يراني قتيلا وان يراهن سبايا)
وهنا الحسين سلم نفسه وامتثل للمشيئة التشريعية، وكانت السيدة زينب(ع) مسلمة لذلك تمام التسليم ،وكأن لسان حالها يقول: ياحسين افعل ما تؤمر ستجدني أن شاء الله من الصابرين. (ولعل هذا سر كلمة الامام أنت بحمد الله)
الشاهد الثالث: كانت السيدة الجليلة موضع اطمئنان من قبل الحسين (ع) فلذلك أودعها الحسين (ع) أمانة عظيمة وهي الحفاظ على عنصر الإمامة المتمثل في الإمام (زين العابدين) فحينما أمر يزيد بقتل الإمام زين العابدين تعلقت زينب (ع) به وهي تقول: ان كنت عزمت على قتله فاقتلني معه.
وبذلك خلصت الامام من القتل وحفظت الأمانة)( ولعل هذا سر كلمة الامام أنت بحمد الله)
البعد الثاني: (بعد العلم)
أراد الإمام أن يبين مقام السيدة من خُلال العلم لأن العلم والعمل به هو سيد الفضائل (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ )
والعلم ينقسم إلى قسمين حصولي اكتسابي متوقف على تعلم كما قال تعالى( وان ليس للإنسان إلا ما سعى)
وهناك علم آخر وهو العلم اللدني الإلهامي بمعنى ان هناك من البشر من يستلهمون علمهم من الله مباشرة وهم المعصومون وزينب كانت من نفس هؤلاء(ع) عالمة غير معلمة.
وفضيلة العالم لا تظهر إلا إذا أظهر علمه في الموقف المناسب والمكان المناسب لأن الرجال مواقف ، وهاهي زينب تظهر علمها مقارعة طاغوت زمانها يزيد (لعنه الله) تقول له في مجلسه (كد كيدك، واجهد جهدك فو الله الذي شرفنا بالوحي والكتاب، والنبوة والانتخاب، لا تدرك امدنا، ولا تبلغ غايتنا، ولا تمحو ذكرنا، ولا يرحض عنك عارنا، وهل رأيك الافند، وايامك الا عدد، وجمعك الا بدد، يوم يناد المنادي ألا لعن الله الظالم العادي. والحمد لله الذى حكم لاوليائه بالسعادة، وختم لاصفيائه بالشهادة، ببلوغ الارادة، نقلهم إلى الرحمة والرأفة، والرضوان والمغفرة، ولم يشق بهم غيرك، ولا ابتلى بهم سواك، ونسأله ان يكمل لهم الاجر، ويجز لهم الثواب والذخر، ونسأله حسن الخلافة، وجميل الانابة، انه رحيم ودود. فقال يزيد مجيبا لها: يا صيحة تحمد من صوايح *** ما اهون الموت على النوائح ثم امر بردهم. وقيل: ان فاطمة بنت الحسين كانت وضيئة الوجه، وكانت جالسة بين النساء، فقام إلى يزيد رجل من اهل الشام احمر فقال: يا أميرالمؤمنين هب لي هذه الجارية ! يعني: فاطمة بنت الحسين، فاخذت بثياب عمتها زينب بنت علي بن ابي طالب عليه السلام فقالت: اوتم واستخدم؟ ! فقالت زينب للشامي: كذبت ولؤمت، والله ما ذاك لك ولا له، فغضب يزيد ثم قال: ان ذلك لي ولو شئت ان افعل لفعلت. قالت زينب: كلا، والله ما جعل الله ذلك لك، الا ان تخرج من ملتنا، وتدين بغير ديننا. فقال يزيد: انما خرج من الدين أبوك، واخوك. قالت زينب: بدين الله، ودين أبي، ودين أخي، اهتديت انت ان كنت مسلما قال يزيد: كذبت يا عدوة الله. فقالت زينب: انت امير تشتم ظلما، وتقهر بسلطانك. فكانه استحيى فسكت فعاد الشامي فقال: يا أميرا لمؤمنين هب لي هذه الجارية. فقال يزيد: اغرب وهب الله لك حتفا قاضيا.
البعد القيادي:
وذلك يعرف من كلمة الإمام (ع) (فهمة غير مفهمة) بمعنى ان زينب(ع) كانت في مواقفها مستقلة لا تحتاج إلى من يفهمها دورها.فقد أعطاها الإمام الاستقلالية في الموقف والكلمة.
وكانت زينب تنطلق بقيادتها تحت قيادة الإمام زين العابدين(ع) في طول واحد. فهاهي تقف لتقارع الظالم في محظر الإمام ولكن تجعل مركزيتها الإمام المعصوم. وهكذا يتسامى مفهوم القيادة في حياة أهل البيت(ع)
دائما تقدم المرجعية العليا وتتحرك سائر القيادات في محيطها أما إذا صارت القيادات في المجتمع الإسلامي في عرض واحد تصب في مستنقع المصالح الخاصة ..فعلى الإسلام ..لا أقول السلام .بل على الإسلام وقيم الإسلام ومبادىء الإسلام الوداع.
قال احد الشعراء لايحضرني اسمه: بلدي رؤوس كله ***أرأيت مزرعة البصل |