بسم الله الرحمن الرحيم
(يا أيتها النفس المطمئنة, رجعي إلى ربك راضية مرضية ) صدق الله العظيم
كلمة رثاء بحقك يا شيخ احمد مال الله
منذ نعومة أظافري عندما عرفتك – عرفت فيك نبل الأخلاق والترفع عن الصغائر.
كنت عاملا مجداً, تكسب رزقك من عرق جبينك محبا للمعرفة وللعلم. ورغم المعوقات إلا أنك جاهدت للحصول على التعليم من المعلم, وكنت تقرأ الكتب لتفك الحرف وتحفظ القصائد الحسينية عن ظهر قلب.
كان أملك خدمة أبا عبدا لله الحسين من خلال ارتقاء منبره, فسعيت جاهدا لنيل هذا الشرف ,كنت محبا للناس, بسيطا متواضعاً تشارك الجميع همومهم أذكر جيداً المسابقات الشعرية التي كنا نقيمها في العزاء وكيف كنت تكسب جولاتها بكل اقتدار لذاكرتك الحافظة كنت مولعاً بالمعرفة وبالعلم, كثير الحوار لتصل للحقيقة أخدك ولعك بالعلم والمعرفة وحب أهل البيت إلى النجف الشريف , لتغترف من علومها الدينية .
وهناك في النجف كنا نلتقي في منزل الوالد السيد علي كمال الدين حيث يحلق طلبة العلوم الدينية في منزله ليتجاوروا في هموم الوطن المثقل بالجراح.
كنت واحداً ممن أحبهم الوالد رحمه الله لوطنيتك وتفانيك في خدمة آل البيت عليهم السلام.
وعند عودتك من دراستك في النجف, كنت متميزاً في خطابك, متنوراً, تحث الناس على الوحدة وفعل الخير والتصافي فيما بينهم, كنت جريئاً في طرحك لا تخشى في الحق لوم لائم, برغم دماثة خلقك ولم يرضى عنك البعض فيما تقول حتى تيقنوا بأن ما تقوله هو الحق والواقع.
ولم أفاجأ حين لمحت شيخنا الجليل وهو يدفع به في الزنزانة المقابلة لزنزانتنا في سجن القلعة كان ذلك في نهاية العام 1981, على أثر الاعتقالات الواسعة التي شهدتها البحرين ونقلنا على أثرها من سجن جو إلى سجن القلعة .
وما أسرع ما تأقلم الشيخ احمد مال الله مع الظروف السجن رغم قسوتها.. وكان له حوارات مطوله مع النقابي عبد الله مطيوع الذي أحب شيخنا, واستزاد منه حول تاريخ النعيم واللغة القلافية التي كان الشيخ يجيدها أجاده تامة.
وبقيت علاقة الاثنين حميمة حتى بعد خروجهم من السجن كنا نلتقي بالشيخ في المجالس وكان حريص كل الحرص على متابعة مجريات الأحداث في هذا الوطن المعذب, وكان دائماً يكرر.. كيف لكم هذا الصبر وهذا الجلد لسنوات طويلة على هذا العذاب في السجن, فكنت أقول له من صبرك على هذه المحنه هو من يصبرنا وينصرنا إنه على كل شيء قدير.
حب الوطن وحب الناس والإيمان بالباري يدلل الصعاب ويخلق المعجزات .
فتحية إلى روحك الطاهرة , وتركت فراغاً برحيلك ولكن البركة في خلفك الصالح .
ويا أبا عبدا الأمير إنا لفقدك لمحزونون.
تغمد الله روحك الجنة .
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الحزين لفراقك
محبيك
السيد إبراهيم السيد علي كمال الدين |