من النسق الطيب الذي يتميز به الإنسان حين يشغل باله بأمر ما ، وفضول وشغف يشغل فكره ليشبع ذاته ، وهو دائم التفكر فيه حينما ينفرد بنفسه ، أو يتسائل مع من حوله عن تاريخ وجدور المجتمع الذي تربى فيه وترعرع في كنفه ، ورسم في خلده صورة لا تنسى أبدا ، ونحن أبناء هذه المنطقة ( النعيم ) شغفنا بالكثير بما حولنا البحر والسفن والنجارة والحدادة وكان إرتباطنا بهذه المهن ارتباط وثيق لا يمكن فصله عن منطقة النعيم بأي حال من الأحوال فبمجرد ذكر المهنة تجد الرابط به ( النعيم ) حتى بات للكثير مننا ، يقول ويردد هذه النظرية ، أن الطفل عندنا أول كلمة ينطق بها منذ ولادته على الدنيا بدل كلمة ماما وبابا ، يصيح ويطلب مطرقة ومسمار ومنشار ، لما عرفت وأرتبطت هذه المنطقة المهنية بفنها وإبداع أهلها بصناعة السفن بكل أحجامها وأنواعها وكذلك النجارة وصناعة الأثاث ، والحدادة التي لا تفترق عن صناعة السفن وهي التي تمول الصناع ( القلاليف ) بالمسامير وإعادة طرق أدوات القلافة . رحم الله آباءنا ومن سبقونا وسبقوهم عليهم رحمة الله جميعا والحقيقة إن ما شد فكري هو ذلك التفكر المستمر والدائم دون انقطاع في التاريخ الغير مؤرخ بدءا من الاسم ( النعيم ) ومن أين جاء هذا الاشتقاق ؟ هل هو تشبها بجنة النعيم ؟ لما تتميز به المنطقة من الزراعة والخضرة ووفرة الماء ، أو غير ذلك ، ونحن بشغف نريد حقائق مكتوبة ومرسومة وموثقة .
والأمر الآخر الذي كنت أود طرحه وهو مهم من وجهة نظري ، حيث أن منطقة النعيم بها أسماء لمساجد ومآتم كلها تحمل أسماء لشخصيات نجهلها ولا نعرف منها غير الاسم وهي تحتاج إلى تأريخ ومتابعة للتعرف على أصل هذه الشخصيات على سبيل المثال لا الحصر .
1. مسجد الشيخ يعقوب ( من هي هذه الشخصية ؟ ) 2. مسجد الشيخ سالم أبو عراق ؟ من هو سالم أبو عراق ؟ ما هو نسبه وجدوره ؟ كيف جاء إلى النعيم ؟ من هي عائلته ؟ متى ولد ؟ ومتى توفي ؟ وما هي أسباب وفاته ؟ أين قبره ؟ وما هي درجة العلم التي يحملها ؟ من الذي أسس بناء هذا المسجد ؟ جميع هذه الأسئلة تنطبق على كل الشخوص والأسماء للمساجد والمآتم . 3. مسجد السيد محمد ؟ 4. مسجد السيد حيدر ؟ وغيرهم الكثير وعذرا لعدم استطاعتي الحصر لجميع أسماء المساجد بالمنطقة لسبب بسيط جدا ، وهو جهلي بكل الأسماء ، أو حتى لا أبخس حق أحد في عدم الذكر . 5. مأتم ( الغربي ) أحمد بن كاظم ؟ وبن نوح والحسيني والوسطي والشباب وهي المآتم الرئيسية لنتتبع تأسيسها وتاريخها 6. ومآتم النساء المربعه والشمالي والأدرج والحاجية والمعلمة وغيرهم الكثير الكثير ولي العذر أيضا إذا لم أذكر كل الأسماء .
كل هذه الأسئلة أقف أمامها حائرا بين أولادي وأصدقائي ومن يصغرني أو يكبرني سنا ، لأني لا أملك أي من هذه الأجابات ، ولكنني أنتهز هذه الفرصة من خلال هذا المنبر الطيب لأدعو الأخوة القائمين على شبكة النعيم نت ، ومن لديهم اهتمام أن يتبنوا هذه الفكرة ، والعمل بجد لجمع المعلومات وتأريخها أو توثيقها بكتاب ، و حفظها في أرشيف لتعريف أبناء المنطقة وغيرهم على هؤلاء الأولياء الصالحين ، وهي شخصيات مثالية في حياتنا نقتدي بها ونفتخر بنسبها ، لأنها بكل بساطة رسمت لنا درب الحياة وكانت لنا القدوة ، دون نعرف أو نعلم شيئ عنهم ، وهذا إجحاف بحقهم وتاريخهم الناصع .
وعليه أقترح لزاما وأأكد على إدارة شبكة النعيم نت ، بتشكيل لجنة مشتركة بالتعاون مع مركز النعيم الثقافي والرياضي ، وذلك لرصد كل المعلومات والبيانات والخرائط إن وجدت بين أيدينا وكذلك الرسوم والصور لجمعها وتوثيقها ، ومن ثم طباعتها بكتاب وثائقي يحفظ لنا هذا التاريخ الأبيض ، ويحفظ حق هؤلاء الأولياء الصالحين ، والآفاضل الذين رسموا لنا درب الحياة .
وربطا لنفس الموضوع السابق ، أقترح جمع صور وتوثيق معلومات عن شخصيات عايشناها ورحلت من بيننا ، ولكنها تركت لنا بصمات واضحة ، وهي تستحق الذكر سوى لنضالاتها ضد الاستعمار ، أو لنضالها الديني والفكري والأدبي والفني ، ومن هذه الشخصيات أمثال السيد علي كمال الدين عضو هيئة الإتحاد الوطني والشيخ عبدالله المصلي والسيد أحمد السيد علوي الغريفي والسيد حسين السيد ابراهيم الغريفي ، ومن النساء الصالحات اللاتي لهن نفس البصمات ، وهن كثيرات أمثال الهاشمية ( لمعلمة هشوم ) أم آمنه ، وأم سلطان السلاطنه ، و( لمعلمه عصوم ) أم عبدالعزيز أحمد ، و( لمعلمه خدوج ) أم سعيد ، و( لمعلمه مريم ) أم عيسى ، وهؤلاء أيضا مجرد أمثلة للذكر لا للحصر ، ومن هنا وجب علينا لزاما أن لا نهضم حقهن في الذكر والتوثيق ، لأنهن كن أمهات صالحات ، احترفن رسالة التعليم ، ومارسن التربية والتعليم الديني قراءة وكتابة وتأليف ، وتخرجت على أيديهن أجيال نبغت فيما بعد ، إضافة إلى ذلك إدارتهن شئون المنزل وتربية أولادهن .
كما أقترح أيضا من خلال هذا المنبر أن يتبى عضو المجلس البلدي العمل على تسمية الشوارع الداخلية بالنعيم بأسماء شخصيات من أبناء النعيم الراحلين تخليدا لذكراهم وهم أمثال السيد علي كمال الدين والسيد أحمد الغريفي والحاج محمد علي بن نوح رحمهم الله وغيرهم الكثير ولا أود الإسترسال أيضا في الذكر حتى لا أبخس حق أحد لأكتفي بما ذكرت كأمثلة فقط ، وحتى تسمية الشوارع الداخلية بأسماء أمهاتنا الراحلات الصالحات ، ( الملايات ولمعلمات ) ونحن لنفتخر بهذه المبادرة ، ولا أعتقد أن هناك عارض ديني ، إن لم يكن يعطي الجيل القادم على الحافز للعمل والمثابرة ، وأهل مكة أدرى بشعابها .
وختاما أهدي لكم التحية الخالصة ، وأهب جل التقدير والاحترام لكل الإخوة القائمين على إدارة وبناء شبكة النعيم نت التي اتخذت على نفسها ربط صلات الرحم وايصال هذا التقارب والتعارف والتلاحم من خلال هذا المنبر الإلكتروني
|