فكما تهافت الكثيرون يعزون المثكولين في فقيدهم، تهافتت الكلمات أبياتاً تعزيهم عبر حروفها، وكما المعزون يحسّون بالأسى والألم كلما اقتربوا من عزاء الفقيد، فكذلك الأبيات تبكي حروفها كلما اقتربت من لحظة الفاجعة. بكلمات نسجها الشاعر جعفر القشعمي معزيا فيها الفقيد الراحل الشيخ أحمد مال الله.
يا ناقلاً صاعقاتِ الموت في الخبــــــرِ
أجريت من مقلتي الدمع كالمطـــــــــرِ
يامن نقلت لنا الآهات في خبـــــــــــــرٍ
أوشكت تقتلنا فوراً على الأثـــــــــــــرِ
هلا تريثت أو خففت وطأتـــــــــــــــــه
أو كنت حينئذٍ في غاية الحــــــــــــــذرِ
لنا لواهيبٌ في الأحشاءِ ما بــــــــردت
وأنت أشعلتها ناراً كمــــــــــــــا الأُورِ
كف اللسانَ أيا من جئت تخبرنــــــــــا
صممت لي أُذني أعميتَ لي بصــــري
سألته ولهيبُ الحزن في كبــــــــــــدي
أهل تأكدت مما جئت من خبـــــــــــــرِ
أهل صحيحٌ بأن الموت عاجـــــــــــلهُ
في فجأةٍ من قضاءِ اللهِ والقـــــــــــــدرِ
أهل قضى الشيخُ مالُ اللهِ قال بلــــــى
فقلت يا دمعُ سح يا قلبُ فانفطـــــــــرِ
وقفي أيا نفسُ حزناً لابن عمتنـــــــــا
بكل نعي وشجوٍ مفجعٍ ذعـــــــــــــــرِ
لقد هوى قمرٌ والوحشةُ انســـــــدلت
وليس يؤنسُ ليلٌ دونمــــا قمــــــــــرِ
فإنه خـــــــــادمُ الهادي وعترتــــــــه
وطالما كان ينعاهم من الصغــــــــــرِ
وطالما كان ينعى سيد الشهـــــــــــدا
ونعيهُ وقعهُ في القلبِ كالشــــــــــررِ
أبكى الجماهيرَ شجواً لابنِ فاطمــــةٍ
واليوم يبكي عليه السبطُ في الحُفــرِ
يبكي ويبكي الورى من فوق منبـرهِ
سمعته قال في العشرين من صفــــرِ
يا دافني الرأسَ عند الجثّة احتفظـوا
بالله لا تنثروا ترباً على قمـــــــــــــر
لا تنزعوا أسهما في جسمه نبتــــت
خوفاً يفور دمٌ يطمي على البشــــــرِ
لا تغسلوا الدم من أطراف لحيتـــــه
خلو عليه آثار الشيبِ والكبــــــــــرِ
الأبيات باللون الأحمر لشاعر المرحوم
السيد رضا الهندي |