سلامي حائرٌ مَـنْ ذا يُجيـبُ ؟ .. وصمتُ الردِّ في اللّحـدِ تريـبُ
|
كحلم ٍ ساحرٍ تهـربُ عـنّــا .. وقلبي شاقـهُ لكم الهـــروبُ
|
وبـذرُ فِراقِـكَ يـزرعُ فينــا .. مآسٍ غصنها الحُزن الرهيـبُ
|
وتـاريـخٌ جـديـدٌ قد تنامــى .. مِن الأوجـاعِ بالهـمِّ خضيـبُ
|
بهِ قـد مـزّق اللقيـا وداعــاً .. كسهمٍ في حشا القلـبِ يُصيـبُ
|
ليبكي الشّوق مِن عينـي سـؤلاً .. أهل في العمرِ أيـامٌ تـؤوبُ ؟
|
فحجمُ البُعـدِ قـد آلامَ أرضــاً .. تلاقت عِندهـا تِلـكَ الشعـوبُ
|
بدمـعٍ غسّلتـكَ مِـن المآقــي .. ولفّتـكم برحماهـا القـلـوبُ
|
ونعشُـكَ مائـلٌ قـد رفرفتــهُ .. أكُـفٌّ فيـكَ تحيـى وتـذوبُ
|
وصوتُ الحقِّ سلسـالٌ يــدوّي .. "فـلا والله مـا مـاتَ الحبيـبُ"
|
****
|
أنينٌ ذاك أم صرخـاتُ نعـــيٍ .. تُسائل والصدى من يستجيـبُ
|
أقضّت عالم الإحساس ِ شجــواً .. كأن الأرض غطـّتها الكـروبُ
|
عويـلٌ عاصِـفٌ في قلبِ شـيخٍ .. بحزن ٍ شاخَ واشتعل المُشـيـبُ
|
وذاك "السبتُ" في الذكرى سيبقـى .. كيـومٍ كـان مشرِقـهُ مغيـبُ
|
فمن غربٍ إلى شرقٍ لوسطــى .. أســـى يبكي بموكبه الجنوبُ
|
وما مِـن حيـزٍ ما قد تبـــاكى .. فسيل الجـــرح شلالٌ عذوبُ
|
بكتـكَ نِعيمُنـا ركنـاً بركـــنٍ .. وذاك جـدار مأتمنـا لــبيبُ
|
فمُذ عنّا تواريـتَ شكـا مِــن .. عـذابٍ فيـهِ فـازدادَ النحيـبُ
|
وحتّى المِنبـرُ أضحى جريحــاً .. يُنادي بالأسى أيـن الطبيـبُ ؟
|
فتعظيماً لما قدّمت فينــــــا .. ســواداً وُشِّحت تِلك الـدروبُ
|
****
|
أيا شمسا، أهل ترحــــل عنّا ؟ .. وتتركُ في مــدى الأفقِ نُدوبُ ؟
|
ألا عُد واهجُـر القبـرَ ثـــوانٍ .. فنـور الكونِ في الدُنيا شَحـوبُ
|
وعطر الورد ما عـادَ عبيــراً .. كأن الورد لا يعلـــوه ُ طيـبُ
|
أيـا شيخـاً رآهُ الديـن عــزّاً .. وتقوىً عنهُ تغتـربُ الذنــوبُ
|
خِصالكَ قد جرت من آل طــه .. فأنـت العالِـمُ الفـذُّ الخطيــبُ
|
سأصرخُ علّها أذنيك تصغـــي .. "بعــــــيدٌ عنكَ لكنّي قريبُ"
|
لأندب حسرتي ما قُلـتُ عــذراً .. أمام اللحـدِ فـي يـومٍ كئيـبُ
|
فذاك القـدَرُ الموجــوع أورى .. بقلبي الداء فاشتعل اللهيــــبُ
|
وأكذبُ أنّنـي بالقـربِ منــكَ .. لعلَّ الشّوق في عمـري يتــوبُ
|
وأخشـى أن موتـي قد تـراءى .. وكم قد مات من قبلـي غريـبُ
|
وما مرّغت ُ خدّا فـي ثــراكَ .. فليت الشعـر عنّـي قد ينـوبُ
|