قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
ملف خاصملف الشيخ أحمد مال الله
 
بالبحراني جداً يا شيخ أحمد
حسين المحروس - 2006/04/30 - [الزيارات : 5268]
بالبحراني جداً يا شيخ أحمد


حسين المحروس


بالبحراني جداً قال لي الشيخ أحمد مال الله مرّة "تعال أعلّمك الململة" ثمّ منحني ابتسامة خفيفة، نقطةً شفوية معلنة انتهاء جملته. وفي المسافة بين رغبته ورغبتي عرف كلّ شيء، بينما يجلس ولده عبد الأمير و صادق الغريفي يتنافسان في حفظ قصائد من ديوان المدح والرثاء، وديوان الجمرات الودية للشاعر ملا عطية الجمري.
في مطلع السبعينات كان الشيخ يختفي كثيراً، ويظهر قليلاً. لا أعرف! لكن خروجه لم يكن هادئاً قطّ. سيارة محمّلة بالحقائب قرب باب بيت أبيه الحاج محمد علي مال الله، نساء بعباءاتهن السوداء عند بعض زوايا الحيّ بينما يضجّ البيت بالحيوية وبشيء من رائحة السفر. سمعت أنّه يسافر، ويحمل عائلته كلّها، لكني لم أكن أعرف أين جهة الشيخ؟ ولا سرّ هذا الغياب المتكرر. حينها لم أكن أعرف أنّها النجف.
لا يفصل بين بيته الخشبي، وبيتنا الخشبي أيضا غير "رادّة" مجموعة سعف مرصوص بحبال، تمنع الرؤية ولا تمنع الكلام. يعبر صوته إلى بيتنا بالتحية والسلام على جدتي وأمّي، وقد تعبر الكهرباء لو كانت هناك مناسبة في بيتٍ الحبّ فيه هي الكهرباء. وقد تسقط هذه "الرادّة" فيعالجها الشيخ بضحكة تجعل أمنية هذا البيت: لو تسقط "الرادة" كلّ يوم فتردنا من الشيخ ضحكة.. لو... !!
قيل له مرّة: "أنّ عبد الأمير خرج إلى البحر ولم يعد" ربّما لا أحد يعرف أننا كنا نطارد كلّ موجة ترتدّ إلى البحر، ونفرح بكلّ قارب "يلوف" وحده دون ربّان، ودون هدىً وقد ملّ الحبس الطويل، وملّ حركة الماء أسفله. عندما يلوف القارب نرى فيه كلّ واحد من أطفال الحيّ غادر أبوه إلى العمل، وليس لديه جهة غير البحر القريب جداً.
عاد عبد الأمير ظهراً مبتل الثياب بماء البحر المالح. نال عقابه الشديد من شيخ رحيم. تجاوز صوت بكائه "الرادة"!! أمام البحر لا أحد يتذكّر عاقبة التسمّر عنده طويلاً.

غدا الشيخ معروفاً، وسرعان ما صار له طريقة في الخطابة، وأخرى في الترنم بالشعر الفصيح والشعبي في مطلع ونهاية كل مجلس. قلّده كثيرون، ولم يستطع تلاميذه ومجاوروه تجاوز طريقته. يمكننا جميعا محاكاته وتقليده، لكن لا أحد يقدر على تقليده في بياض قلبه، ولا في أن يكون الشيخ مال اللّه.
ولا في تقليده في عدم الانتماء السياسي، على الرغم من سجنه ومراقبته واستدعائه كثيراً من رجال المخابرات، وتفتيش بيته.
ولا في تقليده في رفضه للسيطرة على الأجيال القادمة.
ولا في تقليده في ابتعاده عن قضايا الفرقة الداخلية.
ولا في تقليده في ابتعاده عن قضايا الإخبارية والأصولية.
ولا في تقليده في نبذه للأبوية.
ولا في تقليده في كرهه للزعامة الدينية.
ولا في تقليده في احترام اتجاهات الشباب الفكرية.
ولا في تقليده في محاربته للبغض ومحبته للسلام.
ولا في تقليديه في تواضعه.
لا أجد أحداً يشبهه في هذا الحي، ولا في خارجه.
ما بال هذا الشيخ يقرأ ويخطب في الناس ويشتغل في النجارة، ويتبضع بنفسه، ويأخذ أولاده إلى المستشفى؟! لم أره ساكناً لحظة واحدة.
ممتع في قراءته جوار الغليون بنظراته وقميصه الأبيض. فجأة يضحك ويخبر مَنْ هم حوله عن سبب ضحكه. يرجع لتدخين الغليون، ولصفحات الكتاب. وبأدوات نجارته المكتملة يقرر أن يجعل لكلّ هاتف في البيت رفّه الخاص، الذي يحتمله ويخفي دليل الهاتف فيه. رأيته يحمل الخشب إلى الحاج ميرزا عبد الحسين لتعمل فيه آلات النجارة ما تعجز عنه الأيدي.

بالبحراني جداً.. حبّيناك واجد..
طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م