تُراوِدُني في خَلوَتي دائما الكثير من الاستفهامات لا سِيما حينما أقضيها مع "القلم " ذاك َالمَخلوقُ الذي يَخدِم ُالكونَ بأكمله وبهِ كُتِبت الرِسالات السماوية ..وبه خُط نَهجُ الحياة ..تِلكَ الأداة الشامِخة التي يُقدِسُها الأولون والآخرون ..والقسم العظيمُ الذي أقسمَ به اللهُ عزَّ و جل في كِتابهِ الكَريم حيثُ قال :"ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ" .. فأي عظَمَةٍ تَمّتَلِكُها أيها القلم
أنتَ يا من تُعاصِرَ كُلَ مكان وتُرافِقَ كل زمان ..
تَتَجلى وتَتَباهى في كُل الحُلَل ..تَخّرِسُ الكَلِمات في وَصفِ ما لكَ من سُلطان
ولكن أيها القلم إِذا سَمَحت أَجِب عن سُؤالي !!
أتُسّتَهانُ حينما يَستدرِجُكَ الإنسانُ إلى العارِأمّ يَبقى طَوّدكَ شامِخاً ؟
قُل يا عزيزي : أَعِنّدَما يَمّتَزِجُ حِبرُكَ بِدِماءِ الأبرياء ؟ أَعِنّدَما تُقَيِدُ حُرِيةَ الأحرار ؟ أَعِنّدَما يتِخِذُكَ التافِهون مصدرَ رِبحٍ لديهم ؟ أَعِنّدَما تَطعَنُ في كرامَة الاوطان ؟ أَم حين يَتَخِذونَكَ عَقلاً لِحياكة الدَسائِس ؟
وعِندما يَستَشيطُ القَلَمُ غَيظاً فَينّفَجر حِبرُه ويُلطخ الورق بكل حَنَق فيقول:
كلا وألف كلا .. وحق الملك الذي أقسم بي في كتابه .. وحق الذي ذكرني في أعظم رسالاته .. سأبقى أعانق السحاب بشموخي فلن يكون هؤلاء سبباً في إجهاض ما أحملهُ من فخرٍ واعتزاز
فكل إنسان مسائل يوم القيامة عن كل ما كتبه وسأكون أنا الشاهدُ عليهم .
فلينظر كل منا ماذا يكتب وكأني بنا ونحن واقفين بين يدي الله عز وجل كما ذكر في كتابه الكريم (وقفوهم انهم مسؤولون)
أعنا يا الله على هذا اليوم العظيم والحمدلله رب العالمين وصلي يا رب على محمد واله الطاهرين .
|