قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالشيخ سعيد السلاطنة
 
الامام العسكري المحقق لوعد الله...
شيخ سعيد السلاطنة - 2006/04/07 - [الزيارات : 6646]

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) سورة النورآية55
صدق الله العلي العظيم
حديثي عن هذه الآية القرآنية يدور في ثلاث نقاط:
النقطة الأولى:
حقيقة الوعد
النقطة الثانية:
بماذا وعد الله المؤمنين في هذه لآية؟
النقطة الثالثة:
الإمام العسكري(ع) المحقق لوعد الله
النقطة الأولى:
وحقيقة الوعد لها ثلاثة اعتبارات:
الاعتبار الأول:
لابد ان نعرف ان هناك وعد وهناك وعيد ..الوعد للمؤمنين يعدهم الله بالجنة والثواب , قال تعالى(وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً) سورة النساء آية122 وقال تعالى(وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) المائدةآية9
والوعيد للكافرين والظالمين يعدهم الله النار قال تعالى (وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ) سورة التوبة آية 68
الاعتبار الثاني:
أن الوعد يجب الوفاء به ،والوعيد لا يجب الوفاء به ،بل إن التنازل عن الوعيد والعفو يعد تفضلا من المتوعد، عند المقدرة طبعا.
الاعتبار الثالث:
الإنسان ربما يعد ولكن تعتريه أمور قاهرة تقف بينه وبين الوفاء بوعده، وأما الله سبحانه وتعالى فلا يخلف الوعد لأنه على كل شيء قدير، قال تعالى(وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) سورة الروم آية6
النقطة الثانية:
وعد الله المؤمنين في هذه الآية بثلاثة أمور:
الأمر الأول:
الاستخلاف في الأرض بمعنى أن حكومة الأرض ستكون بيد المؤمنين.( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ)
ومن يشكك في ذلك فليرمي بذاكرته إلى العصور الغابرة ليرى هل ان الله أعطى زمام الأرض بيد المؤمنين؟
الأمر الثاني:
التمكين للدين في الأرض بمعنى ان الحاكمية في الأرض تكون بيد الدين الإسلامي ( َلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ) وهذا لم يحصل منذ بدئ الدعوة إلى يومنا هذا ..فمتى سيكون ذلك؟
الجواب : عند ظهور ولي الله الأعظم المهدي المنتظر (عج) كماجائت الكثير من النصوص الشريفة منها ما جاء في كتاب (الفصول المهمة لعلامة المالكية ابن الصباغ) أبو داود والترمذي في سننهما يرفعه كل واحد منهما إلى عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من أمتي ومن أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
الأمر الثالث:
الأمان كما قال تعالى(وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) وهذا الأمان لا يكون إلا في دولة الإمام المهدي(عج) ،لأنها أمان واستقرار لأهل الولاية وخوف ورعب لأهل الغواية.

النقطة الثالثة:
علينا ان نعرف أيها الأحبة ان الإمام (ع)كان يعيش في عصر يهيمن الأتراك وذلك لأن حكام بني العباس كانوا لا يطمئنون إلى العرب مخافة ان يزاحموهم على الملك فكانوا يجلبون الأتراك لدرء الخيانة التي يحتملونها من العرب .. هكذا كان تصورهم ، وإذا بالأتراك يهيمنون على الدولة الإسلامية فيكون زمام الدولة بأيديهم، فهم الذين ينصبون ويعزلون كما قال الشاعر:
خليفة في قفص بين وصيف وبغا ** يقول ماقالوا له كما تقول الببغا
وقد عاث العسكر الأتراك فسادا في بغداد مما حدا بأهل بغداد ان يقفوا في وجه المعتصم العباسي .
وقالوا له اما أن تخرج بجنودك والا نرميك بسهام الليل .
فقال: وما سهام الليل؟
فقالوا: ندعوا عليك في الخلوات .
فقال :هذه جيوش لا قدرة لي بها ولا طاقة لي على دفعها، فخرج بجنده حتى وصل إلى سامراء.
فاستطاب هوائها فنزل بها، وأمر أن تكون معسكراً لجيوشه وجنوده من الأتراك المرتزقة، وكان ذلك في سنة مئتين وإحدى وعشرين للهجرة.
لكنه رأى بأن وجود الإمامين(ع) في مدينة الرسول(ص) يشكل خطرا على ملكه فأمر بنقلها جبرا من مدينة الرسول(ص) إلى منطقة العسكر بسامراء تحت الإقامة الجبرية ، وعندها الشّيعة والمحبّون لا يستطيعون التردّد عليه والاتّصال به بسهولة، وبالفعل كان بعض الشّيعة يصل أحياناً إلى دار الإمام بمساعدة بعض العلويّين، كما نقل صاحب كتاب « كشف الغمّة »
وكان العباسيون يهدفون بوضع الإمام في محلة العسكر لعدة أهداف دنيئة:
منها:الحيلولة بين الناس والإمامين(ع)
ومنها:ان العسكر لا يعرفون شيئا من الإيمان والتقوى فهم خليط من المنحرفين المرتزقة ،وبذلك يصعب تعامل الإمام معهم والتأثير فيهم.
وإذا ببوادر الصلاح بدأت تظهر على قطاعات كبيرة من العسكر متأثرة بشخصية الإمامين الهاديين(ع).
وعندها رأى الحاكم العباسي انه لابد من اعتقال الإمام العسكري وزجه في السجن وبالفعل أودع في سجن علي ابن اوتاش ، وقد كان ناصبيا مبغضا لأهل البيت(ع) فما كانت الا أيام وإذا به تأثر بالإمام فصار مواليا ومحبا لأهل البيت(ع)
وكان الإمام العسكري(ع)يواجه باستمرار اضطهاد الحكومة ورقابتها، وفي إحدى المرّات أُرسل الإمام إلى سجن صالح بن وصيف اثناء حكومة المهتدي، فقالوا له ضيّق عليه ولا توسّع، فقال لهم صالح: ما اصنع به وقد وكلّت به رجلين شرّ من قدرت عليه فقد صارا من العبادة والصّلاة والصّيام إلى أمر عظيم، ثمّ أمر بإحضار الموكّلين فقال لهما: ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرّجل؟ فقالا: ما نقول في رجل يصوم النَّهار ويقوم الّليل كلّه لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة، فاذا نظر الينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا.
المصدر: الارشاد للمفيد، ص324، مهج الدعوات، تأليف السيد بن طاووس، ص274، البحار، ج50، ص330.
وقد سجن الامام ايضا وفي مرّة أخرى سُلّم أبو محمّد (عليه السلام) إلى نحرير (وهو سجان آخر) وكان يضيّق عليه ويؤذيه، فقالت له امرأته: اتّق الله فانك لا تدري من في منزلك وذكرت له صلاحه وعبادته وقالت له أنّي أخاف عليك منه، فقال: والله لأرمينّه بين السّباع ثمّ استأذن في ذلك فأذن له فرمى به اليها ولم يشكّوا في أكلها له، فنظروا إلى الموضع ليعرفوا الحال فوجدوه (عليه السلام) قائماً يصلّي وهي حوله فأمر بإخراجه إلى داره.
المصدر: الإرشاد للمفيد، ص324 ـ 325.
وهكذا يكون الإمام محققا لوعد الله ممهدا لدولة الحق التي سيكون على رأسها الإمام المهدي المنتظر(عج) وذلك يعرف من الأطروحة التي تجسدت بها شخصية ا الامام العسكري(ع) اذ أخذت شخصيته تملأ قلوب العصاة ايمانا وإصلاحا بعد ان ملئت قلوبهم عصيانا وبغضا وعداء لأهل البيت(ع) .
وكذلك الإمام المنتظر(عج) يخرج فيملئ عدلا وقسطا بعد ان ملئت ظلما وجورا.

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م