تمهيد

برغم كون المسلمين على ظاهرهم يشكلون مجتمعا واحدا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وكان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) فيهم مثالا إنسانيا متكاملا هو مصدر لقيادة موحدة ، وهاديا إلى شؤون الشريعة ومستجداتها خلال مراحل الوحي ، والمرجع الفاصل فيما شجر بين المسلمين بقوله تعالى : (فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول -58 النساء ) ، الا ان انقلابا عظيما حدث بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) وأودى بالرسالة الى غير مستقر ، حيث اشار القرآن الكريم اليه في الاية الكريمة : ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افأن مات او قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) .
وصرح الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بافتراق أمته من بعده الى فرق متعددة . فقد ورد في ذلك حديث بروايات مختلفة باسانيد عديدة عن السنة والشيعة . ويظهر السيد هاشم الحسيني في ( الشيعة بين الاشاعرة والمعتزلة - ص 23 ط1) (( ان الذين وضعوا هذا الحديث وضعوه ليثبتوا ان تلك الفرق لم تخرج عن الاسلام على ما بينها من تباعد وتضارب في المعتقدات ، في حين ان اكثر تلك الفرق قد خرجت عن الاسلام في كثير من آرائها ومعتقداتها ، كالقرامطة والإسماعيلية السبعية والغلاة وغيرهم ).
فعن طريق السنة ورد حديث الافتراق في كتب كل من (( السيوطي في ( الدر المنثور ) ، (جامع الأصول) لابن ثير ، و( سنن ابن دادود) ، وفي (العمدة ) لابن البطريق و( سنن ابن ماجة ) ، وجاء في ( صحيح الترمذي ) عن ابن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى ان كان منهم من أتى أمه علانية ليكونن في امتي من يصنع ذلك ، وان بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة ، وستفترق امتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار الا ملة واحدة ، قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على ما انا عليه واصحابي ) . وعن طريق الشيعة الإمامية ورد حديث الافتراق في كتب كل من الصدوق في كتبه ( الخصال ) ( معاني الأخبار ) ( في الاحتجاج ) ، وكتاب المفيد ( آمالي المفيد ) ، والعياشي في كتابه ( تفسير العياشي) ، وكتاب( الكافي) للكليني . وجاء في الخصال بإسناده عن سليمان بن مهران عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عن ابيه الحسين بن علي بن ابي طالب (عليه السلام) قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : ( أن أمة موسى (عليه السلام) افترقت بعده على إحدى وسبعين فرقة : فرقة منها ناجية وسبعون في النار ، وافترقت امة عيسى عليه السلام بعده على اثنتين وسبعين فرقة : فرقة منها ناجية وإحدى وسبعون في النار ، وامتي ستفترق بعدي على ثلاث وسبعين فرقة : فرقة منها ناجية واثنتان وسبعون في النار ))1
بأمكانك تنزيل الكتاب عن طريق هذه الوصلة /up/files/71/1132844371islam%20group.pdf
|