أبناؤنا والهاتف النقال
تربح شركة بتلكو ملايين الدنانيير؛ بسبب خدماتها المتنوعة في مجال الإتصالات، وبسبب كونها الشركة الوحيدة- قبل دخول شركة فودافون- المهيمنة على هذا القطاع إلا أنها تضاعفت تلك الأرباح عندما جعلنا الهاتف النقال لعبة لأطفالنا وتباهياً لمراهقينا وشبابنا.
أما في بيتنا المليء بالخيرات، والوفير بالنعم، والمفعم بالتفاهم والحوار لم يطلب ولداي هاتفاً نقالاً أسوة بمعظم من يحيط بهما من الأيتام وأبناء الفقراء والضعفاء الذين يجدون صعوبةً في تحصيل لقمة العيش! وهما يدركان جيداً قلما يكون لأحد من هؤلاء حاجة حقيقية لإقتنائه ودفع تكاليفه.
من نعم الله أن وهب لنا "صفا" و"حسين" وبإذن الله ستدخل صفا هذا العام إلى الجامعة فأصبحت حاجتها ملحة إلى هاتف نقال وسيحضى أخوها بمثله. وقبل اقتنائهما له اشتريت لهما كاميرا ديجتل حتى لا يجدون مبرراً لشراء هاتف ذي كاميرا، كما نتمنى أن نحصل على هاتف حديث ولكن بدون "البلوتوث" فهل هو موجود؟
* ولكن هل بخلنا عليهما؟ كل واحد منهما يملك رصيداً بأضعاف مضاعفة عن أغلى ثمن ٍ للهاتف.
* هل نعيش خارج التاريخ؟ إننا نحاول أن نثبت في عقليهما ثقافة الإنجاز ونبعد عنهما ثقافة الإستهلاك.
* هل يشعران أنهما أقل شأناً من الآخرين؟ لهما حرية الاختيار، وكانا يحاوران أقرانهما بأنهما غير محتاجين.
* ألا نثق بهما؟ أصبحت الإغراءات للانحراف متعددة والرقابة شبه مستحيلة، وعلينا كأباء أن نعد أبناءً قادرين على أن يراقبوا أنفسهم وأن يخشوا ربهم في كل حين وفي كل وقت.
* هل أخطأئا؟ وماذا لو أخطأ لاسمح الله؟ لغة الحوار هي السائدة في البيت. نتحاور جميعاً حتى في التفاصيل الدقيقة، وسيجدان دائماً صدورنا رحبة لاحتظانهما وحمايتهما، كما أننا نكرر لهما "من كان مع الله كان الله معه" فهو الحافظ والمنقذ "ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً".
|